عقدة الخواجة.. ألعاب صالات القطبين احتكار أجنبي


الإنجاز الرياضي بشكل عام له شركاء وعوامل كثيرة يجب توفراها من أجل تحقيقه فهو يأتي عن طريق منظومة ومعادلة متكاملة ويسعى الجميع للوصول إلى نتائج جيدة وهو الهدف الاسمى، ورغم أن الجزء الظاهر للجمهور في أي إنجاز أن اللاعب هو "البطل" وهو السبب في تحقيق أي بطولة أو الوصول لمنصة التتويج وبه تُكتمل اللوحة الفنية، لكن في هذه اللوحة يبقى دائما جندي "معلوم" للجميع وليس كما يلقبه الناس "جندي مجهول" لأن دوره في جميع الإنجازات "أساسي" لا غنى عنه فهو يتصدر قمة هرم أي نجاحات وبطولات.
في حقيقة الأمر فالنجاح والانجاز له شركاء، على رأسهم المديرالفني، الذي يعزف الأوركسترا لتخرج المقطوعة في أبهى صورة لتنال إعجاب الجمهور، ودوره مهم جدًا على جميع المستويات سواء كانت فنية أو إدارية ولن أكون مبالغًا عندما أقول أن دور المدير الفني في أي إنجاز يصل نسبته لأكثر من 50%.
وهنا أطالب وأوجه حديثي لمسئولي الاتحادات الرياضية بضرورة صناعة الكوادر التدريبية القوية والمميزة حتى يكونوا شركاء في النجاحات التي تحققها الرياضة المصرية، وعلى الأقل وقتها لن نكون في حاجة للاعتماد على المدربين الأجانب.
لاحظت في الفترة الأخيرة أن مدربي القطبين الأهلي والزمالك في الألعاب الجماعية الثلاثة كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة أجانب.
ففريق كرة السلة بالأهلي يقوده المدرب الإسباني أوجستي بوش، وفي الزمالك أيضا تم التعاقد مؤخرا مع المدرب الإسباني كورو سيجورا.
ونفس الأمر بالنسبة لكرة اليد حيث يتواجد المدرب الإسباني فرناندو باربيتو في قيادة فريق يد الزمالك، ومع يد الأهلي يتواجد المدرب الدنماركي ستيفن مادسن.
وعلى نفس الدرب يتواجد ثنائي أجنبي في فريقي الكرة الطائرة بالقطبين حيث يقود ماسترز الأهلي المدرب الإسباني فرناندو مونزو، ويتولي تدريب فرسان طائرة الزمالك المدرب البرازيلي كارلوس شوانكي.
وبذلك فإن الألعاب الجماعية في القطبين يتواجد فيها مدربين أجانب بالعلامة الكاملة 6 من 6 ورغم أن هذا الامر قد يكون مؤشرًا خطيرًا إلا أن إدارة الناديين من الممكن أن تحقق أقصى استفاده من "الخواجات" بشكل كبير جدًا في ألعاب الصالات الثلاثة.
يجب أن تضع إدارة القطبين بنود في عقود المدربين الأجانب لتحقيق أقصى استفادة منهم كأن تكون مهمتهم أيضًا إعداد مدربين مصريين من العناصر الصغيرة الواعدة من خلال محاضرات وندوات ومعايشات من أجل صناعة كوادر تدريبية مميزة تقود سفينة النجاح في السنوات المقبلة من خلال اكتساب الخبرات على يد المدربين الأجانب الكبار.
وحتى لا أكون قاسيًا على المدربين المصريين فالرياضة المصرية تمتلك مدربين وطنيين على قدر كبير جدا من الكفاءة في مختلف الرياضات سواء الفردية أو الجماعية ولكن ربما بعضهم أو عدد كبير منهم لم يأخد فرصة في تولي مهمة تدريب الأهلي أو الزمالك لفترات طويلة، ورغم ذلك قدم المدرب الوطني أداء جيد وثابت في معظم الفترات والأماكن التي تواجدوا فيها فربما ضغوط العمل في القطبين تكون أكبر بسبب الجماهيرية الكاسحة للأبيض والأحمر والجمهور لا يرضى بغير البطولات حتى في ألعاب الصالات.
في الحقيقة هناك كوادر تدريبية مصرية كثيرة خارج مصر في مختلف الرياضات مثل كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة وفي الألعاب الفردية أيضا هناك مدربين مصريين يقودون أندية ومنتخبات عربية وأجنبية في الكاراتيه والإسكواش ورفع الأثقال وألعاب كثيرة جدًا واستطاعوا تحقيق إنجازت وبطولات كثيرة وأصبحوا خير سفراء للرياضة المصرية في الخارج.
رسالة مهمة للأندية المصرية وعلى رأسها الأهلي والزمالك يجب أن نمنح المدربين المصريين فرصة خصوصا صغار السن منهم لأنهم مستقبل الرياضة المصرية، ومطلوب من الجماهير أن تدعم المدرب الوطني وتصبر عليه كما يحدث مع المدربين الأجانب.
وفي النهاية تحقيق الإنجازات والبطولات سواء القارية أو العالمية يحتاج منظومة متكاملة يجب أن يكون لكل شخص فيها دور ويجب أن يحصل كل فرد منها على حقه في حالة الإنجازات وخاصة المدير الفني الذي دائما ما يكون "كبش فداء" في الإخفاقات و"منسي" في الإنجازات.